وإذا أبصر النحوَ فتًى ... مر في المنطق مرًّا فاتسع

فاتقاه كلُّ من جالسه ... من جليس ناطق أو مستمع

وإذا لم يبصر النحوَ الفتى ... هاب أن ينطق جبنًا فانقطع

فتراه ينصب الرفع وما ... كان من نصب ومن خفض رفع

يقرأ القرآن لا يعرف ما ... صرف الإعراب فيه وصنع

والذي يعرفه يقرؤه ... وإذا ما شك في حرف رجع

ناظرًا فيه وفي إعرابه ... فإذا ما عرف اللحن صدع

فهما فيه سواء عندكم ... ليست السنة منا كالبدع

كم وضيع رفع النحوُ وكم ... من شريف قد رأيناه وضع

قال السيوطي: ولهذا -يريد ولمكانة القياس في علم النحو- قيل في حده -يعني: في حد النحو-: إنه علم بمقاييس مستنبطة من استقراء كلام العرب، وقال صاحب (المستودع): كل علم فبعضه مأخوذ بالسماع والنصوص وبعضه بالاستنباط والقياس وبعضه بالانتزاع من علم آخر؛ فالفقه بعضه بالنصوص الواردة في الكتاب والسنة وبعضه بالاستنباط والقياس، والطب بعضه مستفاد من التجربة وبعضه من علوم أخر، والهيئة بعضها من علم التقدير وبعضها تجربة يشهد بها الرصد، والموسيقى جلها منتزع من علم الحساب، والنحو بعضه مسموع مأخوذ من العرب وبعضه مستنبط بالفكر والروية -وهو التعليلات- وبعضه يؤخذ من صناعة أخرى؛ كقولهم: الحرف الذي تختلس حركته في حكم المتحرك لا الساكن؛ فإنه مأخوذ من علم العروض؛ وكقولهم: الحركات أنواع: صاعد عالٍ، ومنحدر سافل، ومتوسط بينهما؛ فإنه مأخوذ من صناعة الموسيقى. انتهى ما نقله السيوطي عن صاحب كتاب (المستوفى) وهو ابن الفرخان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015