وأما المعقول الصريح فلا يشك عاقل في أن إيمان الصديقين أقوى من إيمان غيرهم، فلا تعتريهم الشبهة ولا يتزلزل إيمانهم بعارض، وأما غيرهم من المؤلفة قلوبهم فليسوا كذلك 1، ويؤيده أن كل أحد يعلم أن ما في قلبه يتفاضل حتى إنه يكون في بعض الأحيان أعظم يقينا وإخلاصا وتوكّلا منه في بعضها 2.
وبهذا سلم بعض المنصفين من الأشاعرة والماتريدية، كابن اللبان 3 والرازي والبغدادي والإيجي والجرجاني 4 والباقلاني.
قال الإيجي: "والحق أن التصديق يقبل الزيادة والنقصان من وجهين:
الأول: القوة والضعف ...
الثاني: التصديق التفصيلي في أفراد ما علم مجيئه به جزء من الإيمان، يثاب عليه ثوابه على تصديقه بالإجمال، والنصوص الدالة على قبوله لهما" 5.