أولاً: الإسلام دين عالميٌّ ما زالت نصوصه ثابتة، تستوعب كلّ جوانب الحياة الإنسانية.
ثانياً: الإسلام دين ينفتح على العالَم وغير مغلَق على نفسه، وإنه يتعامل مع الآخَرين من خلال القواسم المشتركة لبني البشر جميعاً.
ثالثاً: يقدِّم الإسلام المعتقدات الصحيحة، والأخلاق الفاضلة، والسلوك المهذَّب الراقي الذي افتقدته الإنسانية رغم تقدّمها المادي.
رابعاً: يقدِّم الإسلام للعالم الاستقرار النفسي، والأمن الاجتماعي، ويزيل أسباب التوتر النفسي، والقلق والاكتئاب، قال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}.
خامساً: يعطي الإسلام التصوّر الحقيقي للكون، ويضع للإنسان ضوابط استعماله الاستعمال الأفيد والأنفع له، ويحول دون العبث بسُنن الله في الخلْق والتكوين والفطرة.
سادساً: يضع الإسلام كلّ ما أودعه الله في الأرض مِن ثروات كبيرة وموارد ضخمة، تحت يد البشرية جمعاء، لا تنفرد بها أمّة، ولا يُحبسُ خيرها عن إنسان، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}.
هذا هو العطاء الذي يُمكن أن تُقدّمه الحضارة والثقافة والدّعوة إلى الله للإنسانية، دون تفريق بينها.
وهذا هو المفهوم الحقيقي لمضمون الثقافة، وجوهرها الّذي يجب أن يتشكل منها عقل الدّاعي إلى الله، وفكرهُ، كما سنوضّحه في المحاضرة القادمة -إن شاء الله-.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.