إننا نتّخذ العاهرات للّذة، والخليلات لصحّة أجسامنا اليومية، والزوجات لِيَلِدْن لنا الأبناء الشرعيِّين ويعتنين ببيوتنا".
وكانوا يرون عقم الزوجة كافياً لطلاقها. أمّا إذا كان الرجل عقيماً، فقد كان القانون والرأي العام يُجيزان أن يستعين الزوج بأحد أقربائه، وكان الطفل الذي كان يولد نتيجة هذا الاتصال يُنسب للزّوج نفسه. هذا، بجانب الشذوذ الجنسي، فلقد كانت علاقة الرجل بالغلام، أو الغلام بالغلام في بلادنا اليونان، تمثّل جميع مظاهر الغرام الروائي.
فإذا تكلّم أفلاطون عن الحب الإنساني، فإنما يتكلّم عن الحب الجنسي بين الذّكران. ويتفق المتجادلون في محاوراته على نقطة واحدة: أن حب الرجل للرجل أنبل وأكثر روحانية من حب الرجل للمرأة.
أما عن مسلكهم في الحروب، فيتّسم بالقسوة والفظاعة؛ فلقد كان من الأمور المألوفة حتى في الحروب الأهلية: أن تُنهب المدن المفتوحة، وأن يقتل جميع الجرحى، وأن يذبح جميع الأسرى، ومن يُقبض عليه من غير المحاربين أن يتخذوا عبيداً إذا لم يفتدوا، وأن تُحرق البيوت وتقلع أشجار الفاكهة والمحصولات الزراعية، وأن تباد الحيوانات وتُتلف البذور لكيلا تزرع.
هذه الصورة من الانحراف الخُلُقي والسلوك الشهواني والطبيعة العدوانية هي التي تشكل الثقافة الأوروبية المعاصرة.
الحضارة العلْمية اليونانية:
بجانب هذه الأحوال الجاهلية في العقائد والعبادات، فإن التاريخ الإنساني قد وعى وحفظ أسماء بعض المفكّرين اليونانيين الذي كان لهم دور بارز في مضمار