وقد ضمّ القرآن الكريم من يطيع الله ورسوله مع صفوة الخلْق وخيرة البشر، قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً}.

هؤلاء الذين ذكَرهم القرآن الكريم، وأثنى الله عليهم الثناء الحسن الجميل، وأجزل لهم العطاء الكثير، لم يصِلوا إلى هذه المكانة العالية والمنزلة الرفيعة، إلاّ بعد أن تحقّقت فيهم مراتب الصِّدق التالية:

المرتبة الأولى: صِدْق النِّيّة والإخلاص فيها:

"النِّيّة" لغة: القصْد، يقال: نوى الشيء يَنْويه نِيّة: قَصَده؛ فالنِّيّة هي: الوجه الذي يُذهب فيه.

وهي أصل عظيم من أصول الإسلام، وعلى مدار صدْقها والإخلاص فيها يكون الثواب والعقاب.

وهي أمرٌ مستورٌ خفيّ لا يعلَمه إلاّ الله -سبحانه وتعالى-، قال تعالى: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

وقال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

وقال تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}.

وقال تعالى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

وقال تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015