لأنَّ ما بين أيديهم لا يخرج عن ثلاثة أمور:
الأمر الأول: ما علمنا صحته ممَّا بأيدينا من القرآن والسُّنَّة، ممَّا يشهد له بالصدق، فذاك صحيح.
الأمر الثاني: ما علمنا كذبه بما جاء عنه في الكتاب والسنة، فيجب إنكار ما أنكره الله ورسوله.
الأمر الثالث: ما هو مسكوتٌ عنه، فلا نؤمن به، ولا نكذَِّبه.
7 - دعاوى التَّقريب بين الأديان الَّتي تتعالى الأصوات بها، في هذا العصر، هي دعوة حقٍّ يُراد بها باطل، فكيف يتمُّ التَّقريب بين دينٍ يقوم على التَّوحيد، وكتابُه موجود ومحفوظ، وسيرة رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مصانةٌ وموثقةٌ توثيقاً نادراً، بدينٍ يقومُ على الشرك، ولا أثر لكتابه ولا توثيقَ لمصادره.
إنَّ اليهوديَّة والنَّصرانيَّة، فقدتا مصداقيَّتهما بعد موسى وعيسى -عليهما السلام-.
ودعوى الحوار هي محاولةٌ يائسة لعودة المصداقيَّة إليهما، وانتشالهما من أعماق الثَّرى، وعواصف التَّخبط الفكريِّ والعقائديِّ، ليتشرَّفا بالجوار والحوار مع الإسلام العظيم.
8 - من الخطأ البيِّن، ومن الانحراف العقائديِّ والفكريِّ الواضح، أن يُطلق على ما بين أيدي أهل الكتاب عنوان "الكتب المقدسة"، ويُريدون بمكر ودهاء أن يلحقوها بالقرآن الكريم، وللأسف يُردِّد بعضُ الجهلاء من أبناء المسلمين الَّذين تربَّوا على موائد الاستشراق والتَّبشير والاستعمار، يُرَدِّدُون مقولاتهم، فيقولون -وبئس ما قالوا-: الأديان السماويَّة الثلاثة، والكتب السماويَّة المقدسة، وقد انساقُوا إلى هذا طوعاً أو كرهاً.