ويُلاحظ على هذه الأناجيل ما يلي:
أولاً: أنَّ هذه الأناجيل، ليست من كلام الله، لا حقيقةً ولا مجازاً، وأنَّ عيسى -عليه السَّلام- لم يقم بإملاء نص مكتوب هو "الإنجيل"، بل تمَّ حفظُ تعاليمه وأقواله عن طريق الحفظ في صدور الحواريِّين فقط، وقد بدأ التَّدوينُ كسيرة، لا كوحيٍ سماويٍّ، بعد النِّصف الثَّاني من القرن الأول الميلاديِّ.
ثانياً: باعتراف علماء النَّصارى، أنَّ واضعي هذه الأناجيل، ليسوا جميعاً من تلاميذ المسيح الَّذين لازموه وتلقَّوا منه مباشرةً، ونقلوا عنه بالسند المتَّصل، فأهمُّ هذه الأناجيل وأوَّلُها في التَّرتيب لدى الكنيسة "إنجيل متَّى" المنسوب إلى أحد الحواريين، وقد دار جدلٌ حول صحة نسبة الإنجيل إليه.
يقول موريس بوكاي:
"لنقل صراحةً: إنَّه لم يعد مقبولاً اليوم، القولُ: إنَّه أحدُ حَواريِّي المسيح".
كما يدورُ جدلٌ حول تاريخ تدوينه.
يقول الشيخ محمَّد أبو زهرة -رحمه الله-:
"والحقُّ أنَّ باب الاختلاف في شأن التَّاريخ، لا يُمكنُ سدُّه، كما أنَّ مترجمه من العبرانيَّة إلى اليونانيَّة مجهولٌ تماماً".
أمَّا إنجيلُ مرقص، وهو أقدمُها من حيث الظُّهورُ التَّاريخيُّ، وذلك بعد منتصف القرن الأول ما بين (عام 65 - 70م) فليس مؤلِّفُه من الحواريِّين، ولكنَّه تتلمذ لخاله "برنابا"، ورافقه في رحلته مع بولس إلى أنطاكيَّة، وثَمَّ خلافٌ بين مؤرخي النَّصارى، حول كاتبه الحقيقي:
أهو بطرس عن مرقص؟ أم هو مرقص بتوجيه من بطرس؟ أم هو مرقص بغير توجيه من بطرس؟