5 - هارون -عليه السلام- نَسب إليه "سفرُ الخروج" الضلوع في صناعة العجل الَّذي عبدته بنو إسرائيل، فقد جاء: "ورأى الشعبُ أنَّ موسى قد تأخَّر في النُّزول من الجبل؛ فاجتمع الشعبُ على هارون، وقالوا: قم فاصنع لنا آلهةً تسير أمامنا؛ فإنَّ موسى ذلك الرجل الَّذي أصعدنا من أرض مصر، لا نعلم ماذا أصابه، فقال هارون: انزَعوا حلقات الذَّهب الَّتي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وآتوني بها؛ فنزع كلُّ الشعب حلقاتِ الذَّهب الَّتي في آذانهم، وأتَوا بها هارونَ فأخذها وصبَّها في قالَب وصنعها عجلاً مسبوكاً، فقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل الَّتي أصعدتك من أرض مصر، فلما رأى هارون ذلك، بنى مذبحاً أمام العجل، ونادى قائلاً: غداً عيدٌ للرَّبِّ، فبكِّروا في الغدوِّ، وأصعدوا محرقات وقربوا ذبائح سَلاميَّة، وجلس الشعب يأكل ويشرب ثم قام يلعب".
ولقد برَّأ القرآن الكريم هارونَ مما افترَوه عليه، قال تعالى:
{وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي} [طه:90].
6 - داود -عليه السلام- يصفُه سفر صموئيل الثاني بوصفةٍ شنيعةٍ وعملٍ منحطٍّ: أنَّه تآمر على قائده "أوريا" الحيثيِّ؛ ليتزوَّج بزوجته؛ فأرسل به إلى جبهة القتال، وحمّله كتاباً فيه "ضعوا" أوريا حيث يكون القتال شديداً وانصرفوا من ورائه، فيضرب ويموت".
فهل هذا يليق بنبيِّ الله داود الَّذي وصفه القرآن الكريم بقوله تعالى:
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالأِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} [ص:17 - 20].
هذا هو نبيُّ اللهِ داود في القرآن الكريم، فأين ذلك ممَّا ذكرته التَّوراة المزعومة؟