ليسا بالتَّوراة والإنجيل المنزَّلين على موسى وعيسى -عليهما السَّلام-، واللذان لا يختلفان عمَّا جاء في القرآن الكريم، وأنَّ ما تحت أيدي اليهود والَّنصارى لا صلةَ له بوحي السماء ورسالات الأنبياء.

يجب الإيمان والتَّصديق بالكتب الَّتي أنزلها الله على أنبيائه ورسله

وهذا جزءٌ أساسٌ في عقيدة المسلم، ونعني بهذه الكتب، الَّتي تنزَّلت حقيقةً على الأنبياء والمرسلين، وليس تلك الكتبُ الَّتي سطَّرتها عقول البشر، وتناولتها الأيدي بالوضع وفق الأهواء، فلا يصحُّ إيمان المؤمن إلا بالتَّصديق بما أنزله الله فعلاً، قال تعالى:

{وَالَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} [البقرة:4].

وقال تعالى:

{آمَنَ الرَّسول بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة:285].

وفي حديث جبريل -عليه السلام- حينما سألَ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن الإيمان، قال: ((أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)).

فالإيمان بالكتب المنزلة، جزءٌ من عقيدة المسلم، فكما أنَّ الله -سبحانه وتعالى- أنزل القرآن على رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فقد أنزل الكتب على من سبقه، وقد ذُكِر في كتاب الله بعضٌ منها، فيجب الإيمانُ بها، وما لم يذكره اللهُ في كتابه العزيز، فليس بواجبٍ على المسلم التَّصديقُ به، وقد عدّ -سبحانه- أنَّ إنكار نزول الكتب كفرٌ، قال تعالى:

{وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً} [النساء:136].

وممَّا جاء ذكره من الكتب السماويَّة في القرآن الكريم، ما يلي:

1 - صحف إبراهيم -عليه السلام-، وقد أشار الحق -سبحانه وتعالى- إليها، وإلى ما نزل على موسى، قال تعالى:

{أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذي وَفَّى}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015