فلا يحقُّ لأحدٍ، أن يُسبغ صفة الرِّسالة على إنسانٍ لم يوحِ الله إليه، ولم يؤيِّده بمعجزة.
وعلى هذا، فإنَّ ما يزعمه البعض، عن بعض الفراعنة، أنَّهم أنبياء، أو ما يزعُمه النَّصارى عن بعض الحواريِّين أو القدِّيسين أنَّه يُوحَى إليهم، أو ما يعتقدُه بعضُ الشِّيعة من عصمة الأئمَّة، وتنزيلهم منزلة النُّبٌوَّة، وكذلك ما يزعمه البعض من أنَّ بعض أديان الهند، أصحابُها كانوا أنبياء؛، فكلُّ هذا افتراءٌ على الله، وكذبٌ على الأنبياء، وتزييف للتاريخ، فلا يجب الإيمان والتَّصديق إلا لمن ورد ذكرهم في القرآن الكريم، وأنَّ البشريَّة خلال تاريخها لم تعرف إلا ديناً واحداً، هو الإسلام، وقد جرى على ألسنتهم جميعاً، من لدن آدم، إلى محمَّد -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
1 - وحدة الرِّسالات السَّماويَّة في قواعدها وأُسسها، وإن اختلفت في بعض تشريعاتها.
2 - بيانُ رحمة الله بالخلق، بأن أرسل إليهمُ الرُّسلَ مبشِّرين ومُنذرين.
3 - التَّأكيد على صلة البشريَّة، بوحي السَّماء ورسالات الأنبياء.
4 - الإسلام يُفسح صدره لأهل الكتاب، على الرَّغم من ابتعادهم عن الإسلام الحقِِّ الَّذي تنزَّل على أنبيائهم، وذلك لمجرد صلتهم بأنبيائهم وانتسابهم للكتب المنزَّلة، ولو انتساباً اسميَّاً.
5 - العبرة والعظة من قصص الأنبياء، كما قال تعالى:
{لقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111].
6 - تثبيت فؤاد الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- وتسليته، فيما نزل به وبالمؤمنين، وعبرةً لجميع المسلمين عبر السنين، قال تعالى:
{وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 120].