ومن أبرز أساليب المنهج الحسي، في ميدان الدَّعوة إلى الله، ما يلي:
1 - لفت الحواس إلى المشاهدات الكونية: وذلك بالنظر إليها والتأمل فيها، للتوصل للإيمان بوجود الله ووحدانيته، قال تعالى:
{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ * وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} [ق:6 - 11].
وقال تعالى:
{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} [الغاشية:17 - 21]،
هذا منهج حسي، يُوجِّهُ البشر إلى النَّظر والتَّأمُّل في ملكوت الله.
2 - أسلوب التَّعليم التَّطبيقيّ: وذلك بأن يشاهد المدعوُّون الدَّاعيَ بأبصارهم، أو يتلقَّون بالسماع عنه، وهذا منهج حسي وضع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أسسه وقواعده، فقال لأصحابه: ((صَلُّوا كما رأيتُمُوني أُصلِّي)) رواه البخاري.
وقال: ((خُذوا عنِّي مناسكَكُم)).
والسنة النبوية تحمل بين ثناياها حشداً هائلاً، لكلِّ أحوال الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- التي كانت تتبعها الصَّحابة، ويُبصرونها بأعينهم، ويتعبَّدون بالاقتداء بها، امتثالاً