وبين وساوس الشيطان ورغبات النفس وشهواتها، هذا المنهج الدَّعويُّ، يقوم على ثلاثة أسس:
المنهج الحسيِّ، المنهج العقليِّ، المنهج العاطفيِّ.
أولاً: المنهج الحسي:
تعريفه: هو النظام الدعوي الذي يرتكز على الحواس، ويعتمد على المشاهدات والتَّجارب.
وقيل في تعريفه أيضاً: هو مجموعة الأساليب الدعوية، التي ترتكز على الحواس، وتعتمد على المشاهدات والتجارب.
فقد أودع الله في الإنسان قوةَ إدراكات كبيرة، تطَّلع على الكون، ولها منافذُ تُطِلُّ منها على العالم من حولها، وهي الحواسُّ الخمس: السَّمع، والبصر، والشَّمُّ، والتَّذوُّق، واللَّمس.
ومن خلال ما تشاهده تلك الحواس، وتنقله إلى عقل الإنسان وفكره، ممَّا هو حوله، حيث يقف على الحقيقة بيضاء ناصعة.
وقد وجه القرآن الكريم أهمَّ حاستين في الإنسان، وهما السمع والبصر، إلى استجلاء حقيقة الإيمان بالله والوقوف على دلائل القدرة وآيات عظمة الله في الخلق والتكوين والإبداع والإتقان، حيث تلامس تلك الحواس هذه الحقائق، فتؤمن عن يقين وتصدق عن اقتناع، قال تعالى:
{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل:78].
وعن مسؤولية الحواس، قال تعالى:
{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36].
وقال -جلَّ شأنه-:
{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ} [المؤمنون:78].
وقال تعالى:
{ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الأِنْسَانِ مِنْ