لو دخلوا جُحر ضبٍّ خربٍ لدخلتم فيه، فقالوا: اليهود والنَّصارى؟ فقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ومَن غيرُهم؟!)).
وهذا ما ينطق به حالُ المسلمين في هذه الأيَّام، من إعراضهم عن منهج الله وإقبالهم واندفاعهم وهرولتهم، دون تدبُّر إلى مناهج الغرب في تقليد أعمى وغباء مستحكم، حتى غدت حياتهم ضنكاً وأمرهم بؤساً وأحوالهم هواناً وذلاً، وقد بين القرآن الكريم عاقبة الذين يُعرضون عن منهج الله، فقال تعالى:
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه:123 - 127].
هذا تعريف بمنهج الدَّعوة القويم والحضِّ عليه، والتَّبصير بمنهج الضَّالِّين والتَّحذير منه.
ثانياً: الفرق بين منهج الدَّعوة وأساليب الدَّعوة:
بعض الباحثين لا يفرق بين المنهج والأسلوب، أو قد يضعُ أحدَهما مكان الآخر، وفي الحقيقة إنَّ بينهما اشتراكاً في المعنى اللُّغويِّ، وقد سبق بيان المعنى اللُّغوي لكلمة منهج.
أما تعريف الأسلوب لغةً: الأساليب جمع أسلوب، وهو في اللغة الطريق، يقال: سلكت أسلوبَ فلان أي طريقته ومذهبه، وأسلوبُ الكاتب طريقته في الكتابة، يقال: أخذ فلان في أساليب القول، أي أفانينه.
تعريف الأسلوب في الاصطلاح: طريقة الدَّاعي في دعوته، أو كيفية تطبيق المنهج.