وقبْله. فعلى المؤرِّخ الحديث بصفة خاصة: أن يَعْرف أنّ الطبري قد استخدم في تاريخه نفس منهج علماء الحديث في نقل الأخبار، أي: الإسناد، إلا أنه يختلف معهم في أمر مهمّ، إذ لم يقم بتخريج أو تعديل رواة الأخبار، ولذلك لم يتشدّد فيها تشدّد رجال الحديث.

12 - معرفة حق الصحابة -رضوان الله عليهم- وعدالتهم، فالصحابة عدولٌ بتعديل الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهو اعتقاد أهل السّنّة والجماعة؛ فقد قال الله فيهم: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.

وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

هذا المنهج يجب أن يضعه الباحثون والدّعاة نصْب أعينهم في استقراء التاريخ، وتفهّم أحداثه وأخباره.

ثانياً: السّيْر في الأرض، والتنقيب على آثار الأقدمين، وقراءة ما كُتب على حفريّاتهم، فهي لسان صدْق وتاريخ حق لمعرفة أحوالهم، والوقوف على أخبارهم، واستجلاء العبَر ممّا حلّ بهم ونزل بديارهم.

وقد تحدّث القرآن الكريم في أكثر من آية، على قانون السّيْر في الأرض، والنظر في سِيَر الغابرين، قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}.

وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015