وقال تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ * وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (الرعد: 8، 9)، وقال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (هود: 6)، قال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (الأنعام: 59).

وأخبر -سبحانه وتعالى- أنه يعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون فقال سبحانه: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (الأنعام: 27، 28) فأخبر -سبحانه وتعالى- عن الكافرين أهل النار أنهم حين سيقوا إليها وُقفوا عليها، فلما رأوا تتلظّى؛ تمنَّوا أن يردهم الله تعالى إلى الدنيا، ويكونوا من المؤمنين، فكذبهم الله تعالى فيما قالوا فقال: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}، فعلم أنه لو ردهم لعادوا لما نهوا من الكفر والتكذيب، وقال -عز وجل-: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} (الأنفال: 22، 23).

وعن عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: ((قيل: يا رسول الله، أعُلم أهل الجنة من أهل النار؟ فقال: نعم. قيل: ففيما يعمل العاملون؟ قال: كلٌّ ميسر لما خلق له)) وعن علي -رضي الله عنه- بينما نحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ينكت في الأرض؛ إذ رفع رأسه إلى السماء ثم قال: ((ما منكم من أحد إلا قد عُلم مقعده من النار ومقعده من الجنة، قالوا: أفلا نتكل يا رسول؟ قال: لا، اعملوا فكلٌّ ميسر لما خُلق له)). وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ((سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أولاد المشركين، فقال: الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين)).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015