إن الوسطية من خصائص هذه الأمة، وهي سبب خيريتها، ولا تزال الأمة بخير ما حافظت على هذه الخاصية التي تتميز بها خاصية الوسطية التي تمثل الاعتدال، والاستقامة على صراط الله عز وجل، فإذا خرجت عن الوسط إلى أحد جانبيه ففرطت أو أفرطت فقد هلكت فإن التطرف مهلكة، التطرف لا يختص بالغلو والإفراط، وإنما الغلو، والإفراط تطرف، والتقصير، والتفريط تطرف أيضًا، وكلاهما مهلكة للفرد، وللمجتمع. يقول وهب بن منبه: "إن لكل شيء طرفين، ووسطًا فإذا أمسك بأحد الطرفين مال الآخر، فإذا أمسك بالوسط اعتدل الطرفان فعليكم بالوسط من الأشياء".

وقال ابن القيم: "من كيد الشيطان العجيب أنه يشام النفس حتى يعلم أي القوتين تغلب عليها أقوة الإقدام أم قوة الانكفاف، والإحجام، والمهانة، وقد اقتطع أكثر الناس إلا أقل القليل في هذين الواديين وادي التقصير، ووادي المجاوزة، والتعدي، والقليل منهم جدًّا الثابت على الصراط الذي كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الوسط". نسأل الله تعالى أن يثبتنا على صراط مستقيم، وأن يعصمنا من التطرف عنه إلى الإفراط أو التفريط، وبهذا نكتفي في الكلام عن هذه الخاصية من خصائص الإسلام، وهي خاصية الوسطية.

من خصائص الإسلام: الوضوح

الوضوح هو إحدى الخصائص العامة للإسلام سواء فيما يتعلق بالأصول، والقواعد أم بالمصادر، والمنابع أم بالأهداف، والغايات أم بالمناهج، والوسائل، وسنحاول إن شاء الله تعالى بيان ذلك بإيجاز في هذه الكلمات. أما وضوح الأصول، والقواعد الإسلامية:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015