بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثامن عشر
(أهم الأخلاق التي يجب على الداعية أن يتخلق بها (2))
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:
أعني بالإيجابية أن يكون الداعية له دور فعال في إصلاح المجتمع بحيث يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الخير، ولا يكون سلبيًّا انعزاليًّا لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، ولا يدعو إلى الخير.
إن الإنسان لا يعيش وحده في هذه الحياة، وإنما يعيش داخل أسرته الصغيرة، وهي العائلة هو فرد من أفرادها، ثم يعيش بأسرته داخل الأسرة الكبيرة، وهي مجتمع هو أيضا في هذا المجتمع أحد أفراده ما يصيب المجتمع من خير يصيبه، وما يصيب المجتمع من شر يصيبه، وذلك يوجب عليه أن يسعى جاهدًا لتحقيق الخير للمجتمع؛ لأنه سيعمه، كما يجب عليه أن يسعى جاهدًا لدفع الشر عن المجتمع؛ لأن الشر إذا عم سيشمله، فمن الخير لكل فرد أن يبذل جهده في تحقيق الخير، ودفع الشر قال الله -تبارك وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الأنفال: 24، 25).
فأمر الله -تبارك وتعالى- المؤمنين بالاستجابة لله وللرسول في كل ما أمر به الله والرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى يحيوا في هذه الحياة الدنيا حياة طيبة ملؤها الأمن والأمان، والسلامة، والسعادة، والسلام، ثم حذرهم من عدم الاستجابة لما دعاهم إليه كما حذرهم من القعود عن دعوة الذين لم يستجيبوا لربهم إن هم استجابوا؛ فليحذروا أن يقعدوا عن دعوة الذين لم يستجيبوا فقال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وفي هذا