ومنها: أنه يمي ّ ز العمل من العيوب كتمييز اللبن من الفرس والدم، ومنها أن المخلص إذا نام حتى ي ُ ريح نفسه ويجم ّ ها للعمل ليتقو َّ ى على العبادة يكون نومه عبادة، كما في الحديث عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- يبلغ به النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح؛ ك ُ تب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه)).

وعن أبي كبشة الأنماري -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مال ً اوعلم ً افهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقه، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علم ً اولم يرزقه مال ً افهو صادق النية يقول: لو أن لي مال ًا لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجره سواء)).

فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفات العلى أن يعيننا على إخلاص نيتنا له، وأن يجعل جهدنا الذي نبذله في الدعوة إليه خالص ًا لوجه هـ الكريم، لا نريد به رياء ولا سمعة، ولا عرض ًا من أعراض الدنيا، فإن الله - تبارك وتعالى - قال: {وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} (الشورى: 20).

من أهم الأخلاق التي تلزم الداعية: الشجاعة

ومن أهم الأخلاق التي تلزم الداعية بعد الإخلاص: الشجاعة:

الشجاعة: لغة مصدر شَجُع فلان أي: صار شجاع ًا، وهو مأخوذ من مادة شجع التي تدل على الجرأة والإقدام. قال ابن فارس: ومن ذلك قولهم الرجل الشجاع وهو المقدام، والشجعة من النساء الجرئية، وقال ابن منظور: شجع شجاعة اشتد ّ عند البأس، والشجاعة شدة القلب في البأس، والشجاعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015