النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلٌ فقال: يا رسول الله، ما الموجبتان؟ فقال: ((من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار)).

أما المرتبة الرابعة من مراتب الإيمان بالله -عز وجل- فهي: الإيمان بأسماء الله تعالى الحسنى، وصفاته العلا:

فالله -سبحانه وتعالى- ذات وكل ذات لا بد لها من أسماء وصفات، وأسماء الله وصفاته توقيفية لا يجوز لأحد أن يُسمي الله تعالى أو يصفه إلا بما سمى الله به نفسه أو سماه به رسله، وكل ما سمى الله به نفسه، وجب الإيمان به من غير تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف، ولا تحريف وقوفًا عند قوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: 11).

هذه العقيدة: عقيدة الإيمان بالله -عز وجل- وتوحيده سبحانه لها آثارها العظيمة في حياة الإنسان؛ فالله -سبحانه وتعالى- بَيّن أن المؤمن الموحد إنسان مطمئن البال، مُستقرٌ في حياته، لا يصيبه القلق ولا الضجر؛ لأنه أسلم وجهه لله -سبحانه وتعالى- وحده، ودان له بالسمع والطاعة؛ فهو لا يتلقى الأمر إلا منه، ولا يتلقى النهي إلا منه وقد فرق الله -سبحانه وتعالى- بين المؤمن الموحد الذي يدين لله -تعالى- وحده بالسمع والطاعة، وبين المشركين الذين يعبدون آلهة كثيرة فقال -عز وجل-: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (الزمر: 29) فشبه الله تعالى النفس الموحدة لربها، بالعبد الذي يملكه رجل واحد؛ فجميع تصرفات هذا العبد تأتي حسب رغبة سيده، وبهذا تهدئ نفسه وتستقيم حياته، وتنسجم تصرفاته، وفق نظام معين وعلى نسق واحد.

أما العبد الذي يملكه عدة شركاء متشاكسين، لا يؤمن أن يتصرف اليوم على نمط يعاكس تصرفاته بالأمس، وتبقى نفسه نهبًا للمخاوف والهواجس، كذلك العبد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015