مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} (الإسراء: 18، 19).

ثانيًا: الدنيا مملوءة بالزينة والزخرف والشهوات والملذات، وهذا من ابتلاء الله -تبارك وتعالى- وامتحان لعباده.

ثالثًا: يجوز للمُسلم بل يحقّ له أن يستمتع بالحياة الدنيا وزينتها في حدود الشرع، ويشترك بها مع غيره من الكفار والملحدين، ولكن بشرط إلا تلهيه عن طاعة الله أي: يجب عليه أن يبتغي بها الدار الآخرة، وأن يسخرها في طاعة الله، فيستمتع بالمال ليؤدي زكاته، ويستمتع بالولد ليربيه على طاعة الله وشريعته، وهكذا يستمتع بما أباح الشرع بهدف تحقيق الشرع.

رابعًا: الدنيا عالم له قوانينه الاجتماعية والبشرية التي سنَّها الله بين الشعوب والأمم، فمن سعى في الدنيا استوفى نافلة سعيه في الدنيا، ومن سخر الدنيا لإرضاء الله ربح في الدنيا والآخرة.

خامسًا: الحياة الدنيا قصيرة الأمد لا تعدو أن تكون ساعة ويومًا من أيام الآخرة كما قال تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا * يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا} (طه: 102 - 104)، وقال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} (الروم: 55).

سادسًا: الحياة الدنيا دار تعب وكدح وجد قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} (البلد: 4)، وقال: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ} (الانشقاق: 6).

سابعًا: المؤمنون ينصرهم الله في الدنيا والآخرة فليست الدنيا لظهور الكفر والفساد فقط، قال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015