دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم: 32 - 34)، ويقول سبحانه: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (البقرة: 29).
أما نظرة الإسلام إلى الحياة؛ فإن الإسلام قد نظر إلى الحياة نظرة جدية؛ ملؤها الشعور بالمسئولية، وتوجيه الدوافع، وعندما عرضنا نظرة الإسلام للإنسان رأيت أن الحياة مبدأين أولهما: عندما خلق آدم من طين ثم سواه، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة أن تسجد له، ومنذ مبدأ الحياة البشرية الأول ميز الله هذا الجنس عن الملائكة وسائر المخلوقات بميزتين:
الميزة الأولى: العلم والعقل والإرادة والاختيار والتمييز بين الخير والشر.
والميزة الثانية: أنه مخلوق من طين، ثم من دم ولحم، وأنه تبعًا لذلك مجبول على الشهوات والدوافع الغريزية وما يتفرع عنها من الجهل وسفك الدماء والإفساد والخسران، والهلع والجزع والطمع {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (الأحزاب: 72)، {إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} (19 - 21)، {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} (العاديات: 8)، {وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولًا} (الإسراء: 11)، {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} (النساء: 28)، {وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُورًا} (الإسراء: 100)، {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (الأعلى: 17).
وقد جمع الله تعالى للإنسان هاتين المجموعتين من المميزات والصفات الإنسانية المتقابلة، وجعل الله تعالى للإنسان هاتين المجموعتين من المميزات والصفات الإنسانية المتقابلة، وجعل الإنسان قادرًا على اختيار طريق الخير أو الشر، وجعل