عن المزالق وعدم الاستسلام للأهواء، والعدالة والبعد عن الظلم والبغي، والاستقامة في كل سلوك الإنسان وشئونه.

وكذلك قرَّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسئولية الإنسان عن ماله وعن عمره وعن شبابه فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسئل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما فعل فيه، وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه))، وجماع كل هذه المسئوليات مسئولية الإنسان عن عبادة الله وتوحيده أي: إخلاص العبادة له وحده، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56)، وقال سبحانه: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (الجن: 18).

هذه هي نظرة الإسلام للإنسان أما نظرة الإسلام إلى الكون فإنها أيضًا نظرة تمتاز بأنها ليست نظرة عقلية محضة، ولكنها تعمل على تحريكًا عواطف الإنسان وشعوره بعظمة الخالق، وبصغر الإنسان أمامه، وبضرورة الخضوع له، كل ذلك إلى جانب البراهين العقلية القاطعة على وحدانية الله وألوهيته في هذا الكون، وسائر الأكوان التي لا نراها. فالكون كله مخلوق لله خلقه لهدف وغاية، وما كان اللعب والعبث باعثًا عن الخلق قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} (الدخان: 38، 39)، وقال سبحانه {مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى} (الروم: 8).

أما تحريك عواطف الإنسان؛ فبالاستفهام والحضّ على العبادة وتوحيد الله بعد تأمل مخلوقاته يقول سبحانه: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015