هذه معالم سريعة لما ينبغي أن تقوم عليه ثقافة الواقع، ولا يخفى أن هذه الثقافة لا تُستمد من الكتب وحدها فهي ثقافة نامية متجددة مستمرة يمكن الداعية أن يجدها في الصحف، والمجلات، والدوريات، والنشرات الرسمية وغير الرسمية، والداعية ذو العقل اليقظ والحس المرهف يستطيع أن يأخذ مددًا جديدًا من كل ما حوله من وقائع الحياة اليومية. فهذه هي ثقافة الداعية التي ينبغي أن يتسلح بها؛ لأن الدعوة إلى الله -تبارك وتعالى- جهاد، وكل جهاد لا بد له من سلاح، فلا بد للداعية أن يتسلح بأسلحة شتَّى، أولها سلاح الإيمان؛ فبدونه يبطل كل سلاح، وثانيها الأخلاق وهي من لوازم الإيمان الحق وثمراه، وثالثها العلم أو الثقافة فهي العُدّة الفكرية للداعية، والدعوة إلى الله زكاة العلم، ومن لم يملك النصاب كيف يزكي.
ولقد أمر الله -تبارك وتعالى- رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يسأله المزيد من العلم فقال: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه: 114).
وقد استجاب -صلى الله عليه وسلم- لأمر ربه فكان كل يوم إذ انصرف من صلاة الصبح قال: ((اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، وعملًا متقبلًا، ورزقًا طيبًا)).
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.