وتعالى عنه، وافتقاره هو إليه وفي كل شأنه حتى في أنفاسه التي يرددها؛ فبالله تعالى حياته، وعليه وحده توكله واعتماده، إذ هو محض رجائه إذا طمع، ومأمن خوفه إذا خاف بحبه يحب، وببغضه يبغض، هو مولاه الذي لا مولى له غيره، ومعبوده الذي لا معبود له سواه، لا يرى ربوبية غيره ولا يعتقد ألوهية سواه.

وعقيدة المؤمن تقوم على أركان ستة، معلومة من الدين بالضرورة؛ وهي: الإيمان بالله، وملائكة، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر كله خيره وشره حلوه ومره، من الله تعالى يقول الله -سبحانه وتعالى-: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} (البقرة: 177) ويقول سبحانه: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} (النساء: 136) وفي حديث عمر -رضي الله عنه- المشهور في سؤال جبريل -عليه السلام- للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان قال -صلى الله عليه وسلم-: ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى)).

الركن الأول: الإيمان بالله

فالركن الأول من أركان الإيمان هو: الإيمان بالله -عز وجل-:

والإيمان بالله -سبحانه وتعالى- على أربع مراتب؛ هي: الإيمان بوجوده، والإيمان بربوبيته، والإيمان بألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته. أما الإيمان بوجود الله تعالى؛ فإن العلماء استدلوا عليه بأربعة أنواع من الأدلة هي: العقل والشرع والفطرة والحس. أما الاستدلال بالعقل والشرع؛ فإن الناظر في ملكوت السموات والأرض يرى فيهما الكثير والكثير من الآيات الدالة على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015