فعلى الداعية المسلم أن يحرص أن يكون دائمًا من المتفقهين في الدين، العلماء بأحكامه، المعلمين للناس الخير؛ حتى يصيبه ما نطقت به هذه الآيات والأحاديث، وليحذر كل الحذر من الكلام بغير علم؛ فإن الله تعالى قال: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (الإسراء: 36) قال بعض السلف: "لا تقل سمعت وأنت لم تسمع، ولا تقل علمت وأنت لم تعلم، ولا تقل رأيت وأنت لم ترَ"، وليحذر الداعية أن يقول للشيء: هذا حلال، فيقول الله تعالى له: كذبت ما حللته، وأن يقول للشيء: حرام، فيقول الله تعالى له: كذبت، ما حرمته، قال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النحل: 116، 117).
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين.