وأهم الأصول التي يجب على الداعية أن يتبعها في دعوته: إخلاص النية لله والبعد عن الهوى، فيجب على كل ما يتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أن يكون عمله لله خالصًا وأن يكون لهدي النبي موافقًا، وأن لا يتبع الداعية هواه، ويأمر أو ينهى لحظ نفسه، وذلك أن الضلال في الدين عظيم، ومن فقد الإخلاص ولم يتحرَّ الصواب أوقعه الشيطان في الهوى.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "واتباع الأهواء في الديانات أعظم من اتباع الأهواء في الشهوات، فإن أهل الكتاب أتبعوا أهواءهم فضلوا، قال الله تعالى عنهم: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (القصص: 50)، ولذلك نُهي نبينا -صلى الله عليه وسلم- أن يتبع أهواء أهل الكتاب، قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} (البقرة: 120)، فاتباع الهوى هو الذي أفسد الديانات السابقة، وأوجد الفرقة بين أهل الدين الواحد، هو الذي خرج به من خرج عن موجب الكتاب والسنة وسماهم علماء الإسلام أهل الأهواء، فيجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون باعثه إخلاص النية، وأن يكون عمله على الكتاب والسنة، وأن يجانب الهوى، وهو أن يحب ويبغض بدافع من هواه لا اتباعًا للأمر والنهي.
وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.