الأمة في مواجهة أعدائها، والأخذ بأسباب القوة المادية والمعنوية، حتى يحصل النصر المبين الذي وعد الله به المسلمين.
أما بالنسبة للدعوة ذاتها: فثمرة علم أصول الدعوة هي حماية الدعوة من إلحاق الضرر بها من داخلها أو خارجها، واستبانة سبيل المجرمين وردّ كيد الكائدين واتخاذ قرارات ملائمة بشأن أولويات الدعوة في حدود الزمان والمكان، والعمل على تكامل الأعمال الدعوية والتنسيق بينها والجمع بين مجهوداتها والإصلاح بين أربابها.
أما الثمرة التي يقطفها الدعاة من علم أصول الدعوة: فهي تعلم أصول العمل التربوي الفردي والجماعي، وممارسة التربية والتزكية بمراحلها وخصائصها وضوابطها؛ مما يحقق وجود الإنسان الصالح وتحصيل البصيرة في حال المدعوين على اختلاف أصنافهم وأحوالهم، ومعاملة كل ما يليق.
أما مسائل علم أصول الدعوة: فإنها كثيرةٌ متعددة، وذلك لكونه يتعلق بعلومٍ وفنون كثيرة، ويستمدّ من روافد متنوعة كعلم الإيمان والأخلاق والفقه والأحكام والسيرة والتاريخ والتراجم وعلوم الإدارة والتخطيط والواقع ومستجداته والإعلام ووسائله، فهذه هي بإجمال مسائل علم أصول الدعوة.
أما مصادر هذا العلم فهي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة التي هي بيان للقرآن الكريم كما قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (النحل: 44)، والحمد لله قد شرح العلماء من السلف والمعاصرين السنةَ في كتب كثيرة، ومنها العقيدة الصحيحة والأخلاق الإسلامية العليا والسيرة النبوية والتاريخ والتراجم والأحكام ومداخلها وكتب الآداب وكتب الدعوة ومناهجها وفقهها وتاريخها وأصولها.
وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.