والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزّ عزيز، أو بذل ذليل، عزًّا يُعز الله به الإسلام، وذلًّا يزل الله به الكفر)). وهذه كلها بشارات عامة.
وقد بَشّر -صلى الله عليه وسلم- بفتح بعض البلاد وسماها، ففتحت كما بشر -صلى الله عليه وسلم- من هذه البلاد: أرض الكنانة، مصرنا الحبيبة؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يُسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإنّ لهم ذمة ورحمًا))، ومنها: اليمن والشام والعراق، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: ((تُفتح اليمن فيأتي قومٌ يبثّون فيحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشام فيأتي قومٌ يبثون فيحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون. وتفتح العراق فيأتي قوم يبثون فيحلمون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون)). فبشر -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بفتح مصر واليمن والشام والعراق، وقد فُتحت تلك البلاد كما أخبر -صلى الله عليه وسلم.
وهناك بلاد بشر -صلى الله عليه وسلم- بفتحها ولمَّا تفتح، من هذه البلاد: روما عاصمة إيطاليا، عند عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: ((بينما نحن حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نكتب؛ إذ سُئل -صلى الله عليه وسلم- أي: المدينتين تُفتح أولًا القسطنطينية أو رومية؟ فقال: مدينة هرقل تُفتح أولًا)) يعني: قسطنطينية، وقد فتحت قسطنطينية، ونحن في انتظار فتح رومية كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي لا ينطق عن الهوى كما أخبر عن ربه -سبحانه وتعالى.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((عُصيِّبة من المسلمين يفتحون البيت الأبيض بيت كسرى)). بل إنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر عن رفع الخلافة، ثم أخبر عن عودتها، رفع الخلافة التي سقطت كما هو معلوم في العام الرابع والعشرين من الميلاد بعد التسعمائة والألف، سقطت الخلافة كما أخبر -عليه الصلاة والسلام- وإخباره هذا ليس من عنده إنما هو من الله -عز وجل-