يا أيها الناس، إني رسول الله إليكم جميعًا، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت)) ".

وعن ابن عباس مرفوعًا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أعطيت خمسًا لم يعطهن نبي قبلي، ولا أقول فخرًا: بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود، ونصرتُ بالرعب مسيرة شهر، وأُحلت لي الغنائم ولم تحلَّ لأحدٍ قبلي، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي يوم القيامة، فهي لمن لا يشرك بالله شيئًا)).

وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة)).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهوديّ أو نصراني، ثم يموت ولا يؤمن بالذي أرسلت به- إلا كان من أصحاب النار)).

فرسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- رسالة عامة لكل الأزمنة والأجيال، ليست رسالة موقوتة بعصر معين أو زمن مخصوص ينتهي أثرها بانتهائه، كما كان الشأن في رسالات الأنبياء السابقين على محمد -صلى الله عليهم وسلم أجمعين- فقد كان كل نبي قبله يُبعث لمرحلة زمنية محدودة، حتى إذا ما انقضت بعث الله نبيًّا آخر، أما محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو خاتم النبيين ورسالته هي رسالة الخلود التي قدَّر الله بقاءها إلى أن تقوم الساعة ويُطوى بساط هذا العالم، فهي تتضمن هداية الله الأخيرة للبشرية، فليس بعد الإسلام شريعة ولا بعد القرآن كتاب ولا بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيّ، ولم يسبق لنبي قبل محمد -صلى الله عليه وسلم- أن أعلن أن رسالته هي الخاتمة، وألا نبي بعده، بل بشرت التوراة التي أنزلها الله على موسى بمن يأتي بعد موسى، وبشر الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى بمن يأتي بعد عيسى -عليه السلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015