بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس السادس
(خصائص الإسلام)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:
والإسلام كدينٍ ختم الله -تبارك وتعالى- به الشرائع والنبوات على يدِ محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- له خصائص كثيرة ومميزات كثيرة؛ منها كون هذه الرسالة عالمية لا تخصُّ جنسًا دون جنس ولا قومًا دون قوم، ولا أرضًا دون أرض ولا بيئة دون بيئة، فحديثنا اليوم عن خاصية من خصائص الإسلام وهي العالمية.
من المعلوم من الدين بالضرورة أن أركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وآيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا.
أول هذه الأركان الخمسة الركن الأساس الأعظم: شهادة إلا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ومن الإيمان برسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- الإيمان بعموم رسالته وأنه -صلى الله عليه وسلم- فُضِّل على الأنبياء بكون رسالته للناس عامة، وكان كل نبي قبله يُبعث لقومه خاصة، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة، منها قول ربنا -سبحانه وتعالى-: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} (التكوير: 26 - 28)، وقوله سبحانه: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} (القلم: 51، 52)، وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (سبأ: 28)، وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107) وقال سبحانه: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (الفرقان: 1)، وقال سبحانه: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ * وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} (يوسف: 103، 104): {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ