ج- النتائج التربوية:
يعتمد الوعظ من الناحية النفسية، والتربوية على أمور أهمها:
*- إيقاظ عواطف ربانية كانت قد ربيت1 في نفس الناشئين بطريق الحوار، أو العمل والعبادة والممارسة، أو غير ذلك كعاطفة الخضوع لله، والخوف من عذابه أو الرغبة في جنته، وكذلك يربي الوعظ هذه العواطف وينميها، وقد ينشئها من جديد.
*- الاعتماد على التفكير الرباني السليم الذي كان الموعوظ قد ربي عليه، وهو التصور السليم للحياة الدنيا والآخرة، ودور الإنسان أو وظيفته في هذا الكون ونعم الله، وأنه خلق الكون والموت والحياة، ونحو ذلك مما أوضحته في "أسس التربية الإسلامية" كأركان الإيمان، وتوحيد الله بالتشريع والعبادة، والجبروت والقدرة المطلقة.
*- الاعتماد على الجماعة المؤمنة، فالمجتمع الصالح يوجد جوا يكون فيه الوعظ أشد تأثيرا وأبلغ في النفوس، لذلك جاءت معظم المواعظ القرآنية، والنبوية بصيغة الجماعة كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 4/ 58] ، وكالحديث: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة، وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا..".
*- ومن أهم آثار أسلوب الموعظة تزكية النفس، وتطهيرها وهو من الأهداف الكبرى للتربية الإسلامية، وبتحقيقه يسمو المجتمع، ويبتعد عن المنكرات وعن الفحشاء، فلا يبغي أحد على أحد ويأتمر الجميع بأمر الله، بالمعروف والعدل والصلاح والبر، والإحسان وقد جمعت هذه المعاني في قوله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 16/ 90] .