وأفراد من المسلمين، فقال المشركون: "إنا لا نبعث"، وقال كل من أتباع الأديان "نحن أفضل"، فنزل قوله تعالى1: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا، وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء: 4/ 123-1242] 2، أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وابن جرير عن مسروق، وعن قتادة والضحاك، والسدي وأبي صالح.

د- شدة الاقتناع، وبلوغه أعماق النفس:

أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطي الصحابة درسا عمليا في ترك التسول، والاعتماد على النفس في كسب الرزق، فقص علينا أنس رضي الله عنه ذلك بقوله: إن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله، فقال: "أما في بيتك شيء؟ " قال: "بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه الماء" قال: "ائتني بهما" فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال: "من يشتري هذين؟ " قال رجل: "أنا آخذهما بدرهمين"، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين، وأعطاهما الأنصاري، وقال: "اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما فأتني به"، فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده، ثم قال: "اذهب فاحتطب وبع، لا أرينك خمسة عشر يوما"، ففعل فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة" 3.

فهذا الدرس لا ينساه الأنصاري، ولا جميع الصحابة الذين رأوا صنع رسول الله معه؛ لأنهم رأوا النتائج الطيبة للعمل بأعينهم بشكل واقعي.

فعلى المربي أن يقتدي بهذا الأسلوب ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015