معرفة إجمالية، وإلى تربية العواطف الربانية من حب في الله، وكراهية للكفر وحماسة لدين الله ولحماته، ولرسل الله، وولاء الله وانضواء تحت لوائه، وإلى السلوك المستقيم وفق شريعة الله، والتعامل حسب أوامره، وبهذا تحيط القصة القرآنية نفس الناشئ بالتربية الربانية من جميع جوانبها العقلية، والوجدانية والسلوكية.
2- أغراض القصة القرآنية 1:
ليست القصة القرآنية عملا فنيا مطلقا مجردا عن الأغراض التوجيهية، إنما هي وسيلة من وسائل القرآن الكثيرة إلى تحقيق أغراضه الدينية الربانية، فهي إحدى الوسائل بإبلاغ الدعوة الإسلامية وتثبيتها.
والتعبير القرآني مع ذلك يؤلف بين الغرض الديني والغرض الفني، وبهذا امتازت القصة القرآنية بميزات تربوية وفنية، ذكرنا بعضها في الصفحات الماضية حيث لاحظنا أن القصص القرآني يجعل الجمال الفني أداة مقصودة للتأثير الوجداني، وإثارة الانفعالات، وتربية العواطف الربانية.
وسنعرض للقارئ بعض أغراض القصة القرآنية2 لكي يكون المربي على بينة من هذه الأغراض، فيوجه الطلاب بالاستجواب عن كل غرض إلى معرفة هذا الغرض، وتحقيقه في نفوسهم أو في سلوكهم، أو في تربية عقولهم ووجدانهم وعواطفهم، وهاك أهم هذه الأغراض:
أ- كان من أغراض القصة القرآنية إثبات الوحي والرسالة، وتحقيق القناعة بأن محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الأمي الذي لا يقرأ، ولا عرف عنه أنه يجلس إلى أحبار اليهود والنصارى، يتلو على قومه القصص من كلام ربه، وقد جاء بعضها في دقة وإسهاب، فلا يشك عاقل في أنها وحي من الله، وأن محمدا رسول الله يبلغ رسالة ربه، والقرآن ينص على هذ الغرض نصا في مقدمات بعض القصص، أو في أواخرها فقد جاء في أول سورة يوسف: