وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا} ، وجواب الرسول ثم قال1: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عدي ما تقول؟ أيضرك أن يقال: الله أكبر؟ فهل تعلم شيئا أكبر من الله؟ ما يضرك؟ أيضرك أن يقال: لا إله إلا الله؟ فهل تعلم إلها غير الله؟ " ثم دعاه إلى الإسلام فأسلم وشهد شهادة الحق، قال2: فلقد رأيت وجهه استبشر، ثم قال: "إن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون".
هذا الحوار الإقناعي يقوم على سؤال المتعلم، أو المخاطب عما يعرفه بالحس أو البداهة، ثم يبني السائل على الجواب ما يريد بناءه من استجواب آخر، حتى يصل إلى الإقناع بكل ما يريد تعليمه إياه أو إقناعه به، فقد كان حوار رسول الله صلى الله عليه وسلم حوارًا تدريجيا بدأ المناقشة حول معنى الآية، وحول اتخاذ النصارى لأحبارهم أربابا، أي مشرعين من دون الله، ثم تبين خطؤهم لعدي بن حاتم، فلما أنس منه الرسول صلى الله عليه وسلم تعقلا، ورغبة في الحق تابع سؤاله عن رأيه في شعار المسلمين "الله أكبر" و"لا إله إلا الله" حتى أقر بشهادة الحق.
وهكذا كان الحوار الاستجوابي في التربية الإسلامية بعد قراءة القرآن، من الوسائل الناجحة لإقناع من يرجي إسلامه من المفكرين والعقلاء، وهو وسيلة ناجحة في التدريس، وما زال من أفضل الوسائل المتبعة إلى يومنا، إنه وسيلة للتعليم والإقناع، وإلزام الخصم بالحجة.