الواقعية، المعاشية، ومنطلقاته الإسلامية المثالية كالاعتزار بالأمة الإسلامية والولاء لها، وذلك: يتحقق الولاء لله، والطاعة لرسوله الذي أرسله ليطاع بإذن الله، وبمراعاة الاختصاصات التي تحتاجها الأمة، في كل بيئة بحسب ظروفها الطبيعية التي يسرها الله، من خامات صناعية أو بيئة زراعية، أو مناخ مداري، أو مكانة تجارية بحرية أو برية، إلخ.
والاختصاصات التي لا بد منها لرقي المجتمع في كل بيئة كالاختصاصات الصحية، والحربية، والإدارية، والإسلامية، والثقافية، أي الأخذ من كل جانب من جوانب الحضارة بطرف مما لا يتعارض مع الإسلام، ولا يختلف معه إيما اختلاف، بل يعين على رفع شأن الأمة، وتحقيق شريعة الله وعدله، وحضارة الإسلام الفكرية والروحية.
هـ- أن يكون المنهج بمجموعه، ونظامه، سليما من التعارض، موجها وجهة إسلامية واحدة، موافقا للوحدة النفسية التي فطر الله الناس عليها، ولوحدة الخيرة التي يراد إعطاؤها للناشئ حول أسرار الكون، وكائناته، وسننه، وقوانينه، ونظمه، ووقائعه، فلا تعلل هذه الوقائع والكائنات تعليلات متعارضة، تعارضا يظهر بين مادة دراسية وأخرى.
بل يجب أن تبنى العلوم والموضوعات بعضها على بعض، وأن يأخذ بعضها بأطراف البعض الآخر.
فيكون بينها ترابط وتناسق يشمل موضوعات كل مادة على مدى العام الدراسي، فيعتمد منهج كل مرحلة على سابقه أو يرتبط به.
ويكون بينها تناسق وترابط بين كل سنة، والتي تليها والتي تسبقها فترتب مناهج كل سنة من المرحلة ذاتها ترتيبا متسقا متواصلا.
وفي السنة الواحدة يجب الربط ما أمكن، بين كل مادة وأخرى، كما يجب صبغ جميع المواد بصبغة إسلامية واحدة، وتوجيهها بحيث تحقق بمجموعها هدفا أسمى واحدا.
وكذلك في سائر السنوات والمراحل المختلفة من الحياة المدرسية والجامعية، أي يجب أن يصدر جميع هذه المناهج عن أصل واحد، وهو أن العالم كله ملك "لله"، وأن