أ- نشاط ترويحي يجدد العزيمة ويزيل الكآبة، وكان هذا النشاط يتجلى في حياتهم عفويًّا كلما دعت الحاجة إليه، وكان بريئا من كل فحش أو محرم، كالمعازف والصور والغزل، والكذب، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا، وكان يرتجز معهم البيت والبيتين عندما يكونون في عمل جماعي، كبناء المسجد، وحفر الخندق، فيتغنى الأرجوزة الإسلامية كما أثبتناها آنفًا.
وكان يسمح في الأعياد بهذا المرح، وكذلك في الأعراس، ويشارك في الولائم لإظهار البهجة والسرور.
ب- نشاط تعليمي، أو تعبدي غايته التعليم، والتهذيب والتربية العسكرية: من خلال الحياة والممارسة، كما رأينا تعليمه صلى الله عليه وسلم التيمم، ومناسك الحج وكذلك تعليمه أركان الصلاة للمسيء صلاته، وتعليمه الفروسية، وأمره بتعليم الرمي، وإقامته مباريات في ذلك، شارك فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، وكان يقيم حفلا اجتماعيا لكل مناسبة موسمية أو طارئة، فيخطب أو يعظ الناس ثم يصلي بهم، كالاحتفال بالعيدين: الفطر والأضحى، وكصلاة الخسوف والكسوف، وكجمع المسلمين في المسجد للجهاد والدفاع والحرب، أو للاحتفال بالنصر وتوزيع الغنائم، وكان يقوم بزيارة المرضى.
وفي كل هذه المناسبات التي يمكن اعتبارها نشاطا تربويا، ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين كثير من المعاني السامية والثقة بالله، وعلمهم كثيرا من أحكام الجهاد والغنائم، والزواج والحج، والعلاقات الشورية التعاونية، والروحية الربانية، فيما بنيهم، وعلمهم كثيرا من الأذكار، والأدعية والعبادات كتشميت العاطس، والدعاء للمريض، وتجهيز الميت والصلاة عليه، وحضهم على كثير من الفضائل، كحب العمل وكره البطالة أو الاستجداء.
4- شروط النشاط الذي يحقق هدف التربية الإسلامية:
لو قارنا بين النشاط التربوي النبوي، وبين النشاط المدرسي القائم اليوم، لوجدنا أن النشاط في فجر الإسلام، يمتاز بميزات تنبع من صميم هدف التربية الإسلامية، ومن طبيعة الإسلام، ومن خلق النبوة، وهذه الميزات تصلح أن تكون شروطًا لأي