مقدر لها، والعقل، عندهم، وحدة طريق معرفة الحقائق، وليس ثمة طريق آخر، وليست المثل الأخلاقية والقيم، والمفاهيم الحقوقية إلا وقائع أو حوادث كالحوادث الطبيعبة، نشأت وتطورت، فهي ليست ثابته، والإنسان نفسه إنما هو حيوان اجتماعي مفكر فحسب، وليست النفس الإنسانية إلا مجموعة من الغرائز.

وليس في هذه الفلسفة الغربية، أو التصور الوجودي للكون كما نرى مكان للإله، وصلته بالإنسان وبالكون ونظامه السببي، ولا بالوحي والنبوات، ولا للجزاء والحياة الخالدة، ولا لسائر الغيبيات1.

"إن هذه المفاهيم منبثة مفرقة في مختلف العلوم التي تعلم في نظم التعليم السائدة في العالم الإسلامي، ويتكون من مجموعها مركب فكري عقائدي يخالف الإسلام مخالفة جذرية"2.

هذه هي الكارثة التي أدخلتها المدرسة الحديثة على أمتنا، وأجيالنا في طول البلاد الإسلامية وعرضها، كارثة "لم تعرف الأمة الإسلامية في التاريخ كارثة أشد هولا، وأفظع في نتائجها منها، ولا تعدلها كارثة التتار ولا الحروب الصليبية، ولا حروب الاستعمار، بل إن جميع المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتربوية التي تعانيها، فروع لهذه المشكلة الأساسية"3.

"إن حل هذه المشكلة ليس بطرد هذه العلوم، وإيصاد الأبواب أمامها، وإنما الحل الذي نطرحه، وندعو إلى الأخذ به هو صياغة العلوم جميعا صياغة إسلامية، أو بعبارة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015