ب- وظيفة التصفية، والتطهير:
تمر العلوم أو العقيدة على عقول أجيال متتابعة من الناس والمجتمعات، فلا تبقى على حالها، بل تتحمل كثيرًا من الشوائب، والعواطف الكاذبة، والمبالغات الخاطئة، والاعتبارات الشخصية أو الاجتماعية في ظروف معينة، يكون الناس فيها أميل إلى الإشاعات، وسرعة التصديق، والارتماء في أحضنا التعليلات الساذجة غير العلمية، فتتغير الحقائق، وتنحرف العقيدة عند البعض، فيصبحون أقرب إلى الشرك أو الرياء، أو الكذب على رسول الله، أو نحو ذلك، وقد يؤلف بعضهم المؤلفات، ويكتب هذه الأباطيل في الكتب كما فعل بعض الصوفية والمبتدعة.
والمدرسة عندما تقدم العقيدة والعلم إلى الناشئين، تعمد إلى تصفية الحقائق، وتنقيتها من كل الشوائب والأخطاء، والمبالغات والأكاذيب، لتبقى عقيدة الناشئين سليمة، وعقولهم قويمة، ومعارفهم صحيحة.
هذه الوظيفة هي من طبيعة التربية الإسلامية، وهي من أهم أهدافها، ومهماتها التي تقوم على تحقيقها للأسباب الآتية:
*- أن الإنسان يولد في نظر الإسلام على الفطرة السليمة، ثم يأتي الفساد عن طريق المجتمع الفاسد، فالتربية الإسلامية هي الدفاع عن براءة الفطرة وسلامتها.
*- أن طبيعة النفس الإنسانية كما وصفها الإسلام قابلة للخير والشر: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 91/ 8] .
*- إن الله امتحن الإنسان، فجعله إمام أمرين، إما أن يختار طريق الخير، وإما أن ينحرف إلى الوساوس والأوهام، التي تحاول إغراءه بشتى الوسائل، وقد أمهل