وتتحمل الأسرة، وقوامها الأبوان، مسئولية رحمة الأولاد، ومحبتهم والعطف عليهم؛ لأن هذا من أهم أسس نشأتهم ومقومات نموهم النفسي والاجتماعي، نموا قويما سويا.

فإذا لم تتحقق المحبة للأولاد بالشكل الكافي المتزن، نشأ الطفل منحرفا في مجتمعه، لا يحس التآلف مع الآخرين، ولا يستطيع التعاون أو تقديم الخدمات والتضحيات، وقد يكبر فلا يستطيع أن يكون أبا رحيما، أو زوجا متزنا حسن المعشر، ولا جارا مستقيما لا يؤذي جيرانه، وهكذا دواليك.

لذلك ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى في محبة الأطفال ورحمتهم، والصبر على مداعبتهم، وهذه بعض الأدلة من حياته صلى الله عليه وسلم: روى البخاري في صحيحه بسنده إلى أن قال: حدثنا أبو قتادة قال:

"خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم، وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فصل فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها"1، وروي أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع: "إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا"، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "من لا يرحم لا يرحم" 2.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟ " 3، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ أسامة بن زيد فيقعده على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول: "اللهم ارحمهما فإني أرحمهما" 4.

النتائج التربوية:

أ- تدل هذه الأحاديث على تعنيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل أبوين لا يقبلان أولادهما ولا يرحمانهم، ولا يعطفان عليهم، وقد اتهمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بانتزاع الرحمة من قلوبهم، كما هددهم بألا يرحمهم الله يوم القيامة: "من لا يَرحم لا يُرحم".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015