ابتغاء العلم، وهي تبتغي عبادة الطبيعة، ونسبة سنن الكون إلى قوى طبيعية، وتارة تدعي الفن، وهي تريد إثارة الغرائز، واتباع الشهوات اتباعا يخرجها عن فطرتها إلى الإضرار بالجسم والمجتمع.
وتارة تدعي العدالة الاجتماعية، وهي تريد تحكيم الشيطان، وأتباعه من الظلام، في رقاب العباد وأموالهم وأقواتهم، حتى يصبح الناس عبيدًا لطواغيت من البشر، يخشونهم كخشية الله، وتارة.. وتارة ... إلخ.
فدروس الثقافة الإسلامية هي التي تبين زيف هذه الدعوات الكافرة، وترجع الناشئ مطمئنا مقتنعا راغبا إلى عباة الله وحده، وتوحيده والشعور بعظمة شريعته، وعدالتها الحقيقية التي لا عدالة بدونها، ولا سعادة بغير اتباعها.
وهكذا نرى أن جميع جوانب التربية الإسلامية بمعناها المدرسي الخاص يجب أن تعمل على تحقيق الغاية النهائية للتربية الإسلامية بمعناها التربوي العام، الذي يهدف إلى إنشاء جيل مسلم، يحقق العبودية لله.
وهي "بمعناها الخاص" تشكل الأساس الذي تبنى عليه تربية حياة الناشئ المسلم من كل جوانبها؛ لأنها تنمي عنده الحد الأدنى من التصورات العقلية للإسلام عن الكون والحياة، ومن العادات السلوكية، والعواطف الإسلامية الربانية، وعقيدة التوحيد، وقواعد الشريعة، وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
وعلى هذا الأساس، ومن هذا المنطلق يبني المسلم حياته كلها سواء الفكرية، أم النفسية أم العاطفية أم الاجتماعية.
فهي بهذا تتوج الإنجاز التربوي الذي تقوم به المدرسة، أي توجهه وتهيمن عليه، وتجعله يحقق غرضه الأسمى، في جميع مظاهر الحياة المدرسية، في النشاط والعلم والسلوك والأخلاق، ليوجه الشباب إلى تحقيق هدفهم الأسمى من وراء الحياة المدرسية.
والهدف الجامع لكل جوانب التربية هو هداية الكائن الإنساني إلى الدين الحق، دين التوحيد، وإلى اعتناقه والاهتداء بأحكامه، وإخلاص العبودية لله.