النظريات والمناهج؛ بقصد الوصول إلى نتائج أكثر دقة، لا يعيش بمعزل عن المناهج والنظريات العلمية الحديثة، التي تتصل بالأدب، والتي يمكنه الإفادة منها في مجال البحث الأدبي.
وقد نصادف باحثًا فطنًا لبيبًا، يتصور طريقًا يسلكها بحثًا عن الحقيقة، لم تحدد أصول هذه الطريقة من قبل، الطريقة التي يتصورها الباحث لم تحدد أصولها من قبل، لكنه اقتنع بها، ورآها صالحة مجدية، ومناسبة للموضوع الذي يعالجه في بحثه، ورأى أنه بإمكانه التوصل من خلال هذه الطريقة إلى نتائج مرضية، ماذا نفعل في هذه الحالة؟ هل نقبل منه ذلك المنهج، أم نرفضه؛ لأنه ليس منهجًا مشهورًا؟
الحقيقة: أنه في هذه الحالة يحسب ذلك للباحث، إذ من حقه أن ينظم أفكاره بالطريقة، التي يراها صالحة، بحيث تكون صحيحة في النهاية، وتسلم إلى نتائج دقيقة، وتسمى هذه الطريقة حينئذ بالمنهج التلقائي، ولو اطلع عليه علماء المناهج فيما بعد، لربما ارتضوا منهجًا ضمن مناهجهم البحثية في مجال الأدب والنقد، إذا تحققت عندهم المقاييس الموضوعة في علم المناهج، هذا بالنسبة لمفهوم المنهج، وأهميته في مجال الدراسات الأدبية.
أما عن نشأة المناهج العلمية وتطورها، فيمكن القول:
إن أرسطو يعد أول من استخدم منهجًا علميًّا في البحث، واتخذه طريقًا للاستدلال والاستنباط، حين تحدث عن الكليات الخمس المعروفة لدينا: الجنس، النوع، الفصل، الخاصة، العرض.
وقد لعبت هذه الكليات دورًا عظيمًا في دراسة جميع العلوم عند العرب، استفاد منها العرب في الحقيقة في مجال التأليف، وأهم من الكليات عند أرسطو، تلك