المبحث الخامس: العشرة المبشرون بالجنة عرفنا فيما سبق فضل الصحابة وأنهم جميعًا عدول، وأنهم يتفاضلون في الصحبة. وأفضل الصحابة السابقون الأولون في الإسلام من المهاجرين ثم الأنصار، ثم أهل بدر، ثم أهل أحد، ثم أهل غزوة الأحزاب ثم أهل بيعة الرضوان، ثم من هاجر من قبل الفتح وقاتل أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وكلا وعد الله الحسنى.
وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين، وأبو السبطين علي بن أبي طالب، ثم عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام حواريّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وسعيد بن زيد بن نفيل رضي الله عنهم أجمعين.
وقد جاءت في فضلهم أحاديث عامة ومنهم من جاء فيه حديث بخصوصه. ومن الأحاديث العامة في فضلهم ما رواه أحمد وأصحاب السنن عن عبد الرحمن بن الأخنس رضي الله عنه عن سعيد بن زيد قال: أشهد على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم أني سمعته وهو يقول: «عشرة في الجنة، النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة) ، ولو شئت لسميت العاشر. قال: فقالوا: من هو؟ فسكت قال: فقالوا: من هو؟ فقال: (هو سعيد بن زيد رضي الله عنه) » (?) .
وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم آخرين غير هؤلاء العشرة بالجنة، مثل عبد الله بن