بَعدَهم وأيامُهم ووقائعُهم، والاطلاعُ على كلام المتقدِّمين من الكُتَّاب في النَّظم والنَّثر، وحفظ كثيرٍ منه، ومعرفةُ الأحكام السُّلْطَانية، وحفظُ القرآن والتدرُّب به، ومشهورِ الأخبار النبوية".
ولم يكن فنُّ الإنشاء مخصوصًا بالتأليف، ولكنه كان مِنْ جُمْلَة فنون آداب اللغة العربية، فيوجَد بعضُ مسائلِه متناثرًا في كتب البلاغة، ومختارات خُطَب العَرَب، ومُلَحِهم، وبَدَاهَة أجوبتِهم، وأمثالِهم، فتكون مسائلُه مشمولةً بالرِّوَاية من أواخر عصر الدولة الأموية؛ إذ كان ابن القِرِّيَّة قد عُنِي بنوادر العرب ومُلَحِهم، ثم شُمِلت بالتدوين في أوائل الدولة العباسية، ضِمْنَ كتب أدب العرب، مثل كتاب أبي عبيدة وأضرابه، ثم كان بَعْدُ مُدرَجًا في كتب بلاغة العربية إلى أن شَبَّ شباب ديوان الإنشاء في الدولة العباسية وما تفرَّع عنها، فأصبح بُلَغَاء الكُتَّاب