فى ذلك.. ولم يدر المسكين أن الله تعالى لم يرض من العباد إلا بالكمال فى الطاعات، فمن اتبع البعض وأهل البعض فهو مغرور.

الفرقة السادسة

وفرقة أخرى ادعت حسن الخلق والتواضع والسماحة. وقصدوا الخدمة للصوفية.. فجمعوا قوما وتكلفوا خدمتهم.. واتخذوا ذلك شبكة لحطام الدنيا.. وجمعا للمال.. وإنما غرضهم التكثير، والتكبير.. وهم يظهرون أن غرضهم الخدمة والتبعية.. ثم إنهم يجمعون من الحرام والشبهات لينفقوا عليهم.. ليكثر أتباعهم.. وينشر بالخدمة اسمهم.. وبعضهم يأخذ من أموال السلطان وينفق عليهم.. وبعضهم يأخذها لينفق فى طريق الحج على الصوفية.. ويزعم أن غرضهم البر والإنفاق.. وباعث جميعهم الرياء والسمعة.. وذلك بإهمالهم لجميع أوامر الله تعالى ظاهرا.. ورضاهم بأخذ الحرام والإنفاق منه.. ومثال ذلك: كالذى ينفق ماله فى طريق الحاج.. وكمن يعمر مسجد الله تعالى ويطينه بالعذرة ويزعم أن قصده العمارة..

الفرقة السابعة

وفرقة أخرى اشتغلت بالمجاهدة وتهذيب الأخلاق.. وتطهير النفس من عيوبها.. وصاروا يتعمقون فيها.. فاتخذوا البحث عن عيوب النفس ومعرفة خداعها علما وحرفة لهم.. فهم فى جميع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015