والوصول إلى القرب.. ولا يعرف ذلك.. ولا وصل إليه باللفظ والإثم.. ويلفق من الألفاظ الطامة كلمات.. فهو يردها.. ويعلن أن ذلك أعلى من علم الأولين والآخرين.. وهو ينظر إلى الفقراء والمقرئين.. والمفسرين والمحدثين.. وأصناف العلماء بعين الازدراء فضلا عن العوام.. حتى أن الفلاح ليترك فلاحته. والحايك حياكته.. ويلازمهم أياما معدودة.. ويتلقف تلك الكلمات الزائفة.. فتراه يرددها كأنه يتكلم عن الوحى.. ويخبر عن أسرار الأسرار ويستحقر بذلك جميع العباد والعلماء.. فيقول فى العباد: أجراء متعبدون.. ويقول فى العلماء: إنهم بالحديث محجوبون.. ويدعى لنفسه أنه الواصل إلى الحق.. وأنه من المقربين.. وهو عند الله من الفجار المنافقين.. وعند أرباب القلوب من الحمقى الجاهلين.. لم يحكم قط علماً.. ولا يهذب خلقاً.. ولا يراقب قلباً سوى اتباع الهوى.. وتلفيق الهذيانات.. ولو اشتغلوا بما ينفعهم كان أحسن لهم..

الفرقة الرابعة

وفرقة أخرى جاورت هؤلاء فأحسنت الأعمال.. وطلبت الحلال.. واشتغلت بتفقد القلب.. وصار أحدهم يدعى المقامات من الزهد.. والتوكل.. والرضا.. والحب من غير وقوف على حقيقة هذه المقامات وشروطها وعلاماتها وآفاتها..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015