يحمونها من أن تسام الشَّطَطَا
ويقال: هو يوم النَّحْر ويوم القَرِّ للذي يليه؛ لأن الناس يَقِرُّون في منازلهم, واليوم الذي يليه يوم النَّفْر، يقال: يوم النَّفْر، ويوم النَّفَر، ويوم النُّفُور, قال: وأنشدنا الفراء:
وهل يأثمني الله في أن ذكرتها ... وعللت اصحابي بها ليلة النَّفْرِ
وأيام التشريق ثلاثة أيام بعد النَّحْر؛ لأن اللحم يُشَرَّقُ فيها، أي يشرر في الشَّمْس, وَسُمِّيَت أَيَّام التَّشْرِيق؛ لأنهم كانوا يقولون في الجاهلية: "أَشْرِقْ ثَبِير، كيما نُغِير", والإِغَارَةُ: الدفع، أي ندفع للنَّفْر. ويقال: هو نِصَاب السكين والمُدْيَةُ, وهي جُزْأةُ الإِشْفَى, "والإِشْفَى: ما كان للأساقي والقرب والمزاد وأشباهها"، والمِخْصَفُ للنِّعَال, ويقال: ابْتَرَدت بالماء، أي صببت علي ماء بارداً, واقْتَرَرت به، وقد اسْتَحْمَمْت به، إذا صببت عليك ماء حاراً, وتقول: وَلَدَتْ فلانة ثلاثة بنين على ساق واحدة، أي بعضهم لى إثر بعض، ليس بينهم جارية, وولدت ثلاثة بنين على غِرَار واحد، وَرَمَيْت بثلاثة أسهم على غِرَار واحد، أي على مَجْرى واحد, وتقول: في عقل فلان صَابَة، أي كأنه مجنون, وتقول: قد سَنَّ عليه دِرْعَهُ، ولا يقال شَنَّ, وكل صَبٍ سهل فهو سن, وكذلك سَنَّ الماء على وجهه, ويقال: شَنَّ الماء على شَرَابه، إذا صبه عليه صباً متفرقاً في نواحيه, وقد شَنَّ عليهم الغارة إذا فرقها, ويقال: نَثَل درعه، إذا ألقاها عنه، ولا يقال: نَثَرَهَا, ويقال للدرع: نَثْلَة وَنَثْرَةٌ، "أي لطيفة".
وتقول: هذا رجل مُدْنِف ومُدْنَف، ودَنِف ودَنَف, وتقول: قد عَلِمت أن فلاناً خَارِج، وقد تَعَلَّمْت أن فلاناً خارج، بمنزلة عَلِمت, قال الشاعر، قال أبو يوسف: أنشده الأصمعي، وأنشدناه الأحمر:
تَعَلَّمْ أنه لا طير إلا ... على مُتَطير وهو الثبورُ
بلى شيء يوافق بعض شيء ... أحاييناً وباطله كثيرُ
ومن ينزح به لابد يوماً ... يجيء به نَعِي أو بشيرُ
فإذا قال: اعلم أن زيداً خارج، قلت: قد عَلِمت, وإذا قال لك: تَعَلَّمْ أن زيداً خارج لم تقل: قد تَعَلَّمْت, وتقول: هو لِزْقُهُ ولصْقُهُ ولَسِقُهُ، وهو لَزِيقه ولَصِيقه ولَسِيقه, والرَّيْطَةُ: كل مُلَاءة لم تكن لِفْقَيْن، ولا تكون الحالة إلا ثَوْبَيْن, وتقول: ما