يأكلون الثُّفْل، وهو الحَبُّ، وذلك إذا لم يكن لهم لبنٌ، وذلك اشد ما يكون حال البدوي, وتقول: حلب الدهرَ أَشْطُرَه، أي ضروبه، أي مر به خير وشر, وللناقة شَطْرَان قادمان وآخران، فكل خِلْفَيْن شطر, ويقال: قد شَطَّر بناقته، إذا صر خِلْفَيْن وترك خِلْفَيْن، فإذا صر خِلْفًا واحداً قيل خَلَّف بها، "فإذا صر ثلاثة أخلاف قبل ثَلَّث بها، فإذا صرها كلها قيل: أَجْمَعَ بها، وأَكْمَشَ بها, وتقول: شَطَرت ناقتي وشاتي، أي حلبت شطرًا وتركت شطرًا, وقد شاطَرْت طليي، أي احتلبت شطراً", أو صَرَرتُهُ وتركت الشطر الآخر, والطَلِيُّ: الصغير من أولاد الغنم، يشد رجله بخيط إلى وَتَد أياماً, ويقال للخيط الذي يشد به طِلَاءٌ وجمع طَلِي طُلْيَان, وقد طَلَيتُهُ أَطْلِيه, وحكى الفراء: طَلَيتُهُ وطَلَوتُهُ.
ويقال: جاءوا أَشْتَاتًا، أي مُتَفرقين، واحدهم شَتٌّ, وحكى لنا أبو عمرو عن بعض الأعراب: الحمد لله الذي جمعنا من شَتٍّ, ويقال: هو أُدْحِيُّ النَّعَامَةِ، لموضع بيضها، وهو أُفْعُول من دَحَوت؛ لأن النعامة تَدْحُوه برجلها ثم تبيض فيه, وهو أُفْحُوْص القطاة، وهو عُشُّ الطائر والعصفور، للذي يجمعه من العيدان وغيرها فيبيض فيه, وقد عَشَّش الطائر، إذا اتخذ عشاً والوَكْر في الجبل, قال: وسمعت أبا عمرو يقول: الوَكْر العش حيثما كان، في جبل أو شجرة, والوُكُّنَة والأُكْنَة، وجمعها أُكُنات ووُكُنَات, والمَوَاكِنُ واحدها مَوْكِن: مواقع الطير حيثما وقعت, وأنشدنا لامرئ القيس:
وقد أغتدي والطير في وُكُنَاتِهَا ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل
وقال عمرو بن شَأْس، وذكر نِسَاء:
وَاكِنَات على الخَمل1
أي جالسات, وحكى: نَفَر القوم في الأمر يَنْفِرُون ويَنْفُرُون نُفُورًا, وجاء نَفْرَةُ بني فلان ونَفِيرُهُم، أي جَمَاعَتُهم والذين يَنْفِرُون في الأمر, وَنَفَرَتِ الدابة تَنْفِرُ نِفَارًا ونُفُورًا, ونَفَر الحاج نَفْرًا, قال: وأنشدنا:
إن لها فَوَارِسا وفَرَطا ... ونفرة الحي ومرعى وَسَطَا