تقول: هذه مِلْحَفَة جديد وهذه مِلْحَفَة خَلَق، ولا تقل: جَدِيدة ولا خَلَقة, وإنما قيل: جديد بغير هاء؛ لأنها في تأويل مَجْدُودة، أي مَقْطُوعة حين قطعها الحائك, قد جَدَدت الشيء أي قطعته، وإذا كان فَعَيل نعتاً لمؤنث، وهو في تأويل مَفْعُول، كان بغير هاء، نحو لحية دَهِين، لأنها في تأويل مدهونة، وكف خَضَيب، لأنها في تأويل مخضوبة، وملحفة غَسِيل، وامرأة لَدِيغ، ودابة كَسِير، وركية دَفِين إذا اندفن بعضها، وركيا دُفُن, وتقول: هذا فرس جَوَاد بَهِيم، وهذه فرس جواد بَهِيم، وهو الذي لا يخلط لونه شيء سوى لونه, وعين كَحِيل, وناقةٌ بَقِير، إذا شق بطنها عن وَلَدها, ومامرأة لَعِينٌ وجَرِيح وقَتِيل, فإذا لم تذكر المرأة قلت: هذه قَتِيلَةُ بني فلان، وكذلك مررت بقَتِيلة, وقد تأت فَعِيلَةُ بالهاء وهي في تأويل مفعول بها، تخرج مخرج الأٍسماء ولا يذهب بها مذهب النعوت، نحو النَّطِيحة، والذَّبِيحة، والفَرِيسة، وأَكِيلة السبع، والجَنِيبة والعَلِيقة، وهما البعير يوجهه الرجل مع القوم يمتارون فيعطيهم دراهم؛ ليمتاروا له معهم عليه، وقد عَلَّقت مع فلان بعيراً لي, قال الراجز:
أرسلها عَلِيقة وقد علمْ ... أن العليقات يلاقين الرقمْ
والسَّرِيبة من الغنم: التي تصدرها إذا رويت فتتبعها الغنم, والفَلِيقة: الداهية, قال الراجز:
يا عَجَبًا لهذه الفليقهْ ... هل تغلبن القوباء الريقهْ
والفَرِيقَة: التمر والحُلْبَة جميعاً تجعل للنفساء, قال أبو كبير:
ولقد وردت الماء لونُ جِمامِه ... لون الفريقة صُفِّيت للمُدْنَفِ
والفَرِيقَة: فريقة الغنم تتفرق منها قطعة، شاة أو شاتان أو ثلاث شياه، فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم, والشَّعِيلةُ: الفتيلة فيها نار, ويقال: مررنا على بني فلان فرأينا غنم آل فلان عَبِيثَةً واحدة، أي قد اختلط بعضها ببعض, والنَّخِيخَةُ: زبد رقيق يخرج من السقاء إذا حمل على بعير بعد ما نزع زُبْده الأول، فيمتخض فيخرج منه زبد رقيق, قال أبو محمد: النخيخة أحب إلي, وشك فيها وهو الصواب؛ لأنه قرأ في غير نسخة، زعم, والوَجِيَّةُ: التمر يدق حتى يخرج نواه، ثم يبل بلبن أو سمن حتى يتدن أي يبتل ويلزم بعضه بعضًا فيؤكل, والرَّبِيقَةُ: البهيمة المربوقة في الربق.