قال الأصمعي: شَعُوبُ: اسم للمنية، وهي معرفة لا تدخلها الألف واللام, قال أبو الأسود:
فقام إليها بها ذابح ... ومن تدع يوماً شَعُوب يَجِيها
قال: وسميت شَعُوب؛ لأنها تفرق, ويقال: ظبي أَشْعَبُ, إذا كان بعيد ما بين القرنين, قال: وهُنَيدَةُ: مائة من الإبل، لا تُنَوَّن؛ لأنها معرفة، ولا تدخل فيها الألف واللام, قال جرير:
أَعْطَوْا هُنَيدَةَ يحدوها ثمانية ... ما في عَطَائِهِمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ
وكذلك هَبَّت مَحْوَة: اسم للشمال، وهي معرفة, قال الراجز:
قد بكرت مَحْوَةُ بالعجاج ... فدمرت بقية الرَّجَاج
والرَّجَاج: مَهَازيل الغنم, وتقول: هذه حَضَارة طاميا، اسم للبَحْر وهو مَعْرِفَة, وهذا جابر بن حَبَّة, اسم للخُبْز, وهو معرفة, وقول النَّابِغَة:
إنا احتملنا خُطَّتَيْنا بيننا ... فَحَمَلْت برة واحتَمَلَتْ فَجَار
فَبَّره: اسم للبِرِّ، وهو معرفة, وفَجَار: اسم للفجور, وتقول: أنا من هذا الأمر فَالِجُ بن خَلَاوَةَ، أي أنا مِنْه بريءٌ, وهو معرفة, وتقول: هذه ذُكَاءُ طالعة: اسم للشمس، وهي معرفة, وهذا أُسَامَةُ عادياً، وهو اسم للأسد، وهو معرفة, قال زُهير:
ولأنت أجرأ من أُسَامَةَ إذ ... دعيت نَزَال ولج في الذُّعْر
وتقول: قد دَفَرتُهُ دَفْرًا، إذا دَفَعت في صدره, والدَّفْر أيضًا: النَّتْن, ويقال للدنيا: أم دَفْر, ويقال للأمة إذا شتمت: يا دَفَار! أي يا مُنْتِنَة, وجاء في الحديث عن عمر رحمة الله عليه، انه سأل بعض أهل الكتاب عن ما يلي الأمر من بعده، فسمي غير واحد، فلما انتهى إلى صفة أحدهم فقال عمر: وادَفْراه وادَفْراهُ! أي وانَتْنَاه, ويقال: دَفْرًا دَافرًا لما يجيء به فلان! وذلك إذا قَبَّحت الأمر أو نَتَّنتهُ, والذَّفَر, كل ريح ذَكِية من طيب أو نتن, يقال: مسك أَذْفَرُ، أي ذكي الرِّيْح, ويقال للصُّنَان: ذَفَر, وهذا رجل ذَفِر، أي له صُنَان وخبث ريح, قال لبيد وذكر كتيبة وأنها سهكة من الحديد وصدئه: