فارق فراقًا لا يرجع, وقد شَعَب الشيء، إذا فرقه وبينه وأصلحه, وقد شَعَبَهُ إذا فرقه, ومنه سميت المنية شعوب؛ لأنها تفرق, ويقال: قد أَسَلَّ يُسِلُّ، إذا سَرَق, ويقال: في بني فلان سَلَّة، أي سَرِقة, ويقال: أتيناهم عند السَّلَّة، أي عند استلال السيوف, قال الراجز:
هذا سلاحٌ كاملٌ وأله ... وذُو غرارين سريعُ السَّلَّهْ
وجاء في الحديث: "لا إغلال ولا إِسْلَال" , وقد سَلَّ الشيء يَسُلُّهُ سَلًّا, ويقال: قد أَغَلَّ الجازر والسالخ يَغِلُّ إِغْلَالاً، إذا ترك في الإهاب من اللحم شيئاً, وقد أَغَلَّ يُغِلُّ إِغْلَالاً، إذا خان, قال النمر بن تولب:
جزى الله عنا جَمْرَةَ ابنة نوفل ... جزاء مُغِلٍّ بالأمانة كاذبِ
وقال آخر:
حدثت نفسك بالوفاء ولم تكن ... للغدر خائنة مُغِلَّ الإصبعِ
وأما في المَغْنَمِ فلم نسمع فيه إلا غَلَّ يَغُلُّ غُلُولاً, وقرئ في كتاب الله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: الآية 161] و"يغُلَّ" فمعنى يَغلُّ: يخون, ومعنى يُغَلُّ: يُخَوَّن, ويقال: قد غَلَّ صدره يَغِلُّ غِلًّا، إذ كان ذا غش, ويقال: قد أَغَلَّ يغل، إذا كانت له غَلَّة, قال الراجز:
أقبل سيل كان من أمر الله ... يحرد حرد الجنة المُغِلَّهْ
أي يقصد قصدها, ويقال: أَثَلَّ الرجل فهو مُثِلٌّ، إذا كَثُرت ثَلَّتُهُ, والثَّلَّة: الصوف, ويقال: للصوف والشعر والوبر إذا اجتمع: ثَلَّة، فإذا انفرد الشعر وحده أو الوبر وحده لم يُقل له ثَلَّةٌ, ويقال: كساءٌ جيد الثَّلَّة، أي جيد الصوف, ويقال للضأن الكثيرة: ثَلَّة، ولا يقال للمعزي ثَلَّة، فإذا اجتمعت قيل لهما جميعاً: ثَلَّة, ويقال: قد ثَلَّ "الله" عرشه يَثُلُّهُ، وَثُلَّ عرشه أجود، إذا ذهب عزه وشرفه, ويقال: أَفْرَضَت الإبل إذا وجبت فيها الفَرِيْضَةَ, وقد فَرَضْت المسواك والزَّنْد، إذا حَزَزت فيهما, وقد فَرَضت له في الديوان, ويقال: أَرْكَضَت الفرس، إذا عَظُم ولدها في بطنها وتحرك, وقد رَكَضْتُ الفرس برجلي، إذا استحثثته, ويقال: أَمَات فلان، إذا مات له ابن أو بنون, وقد مات الرجل وغيره يَمُوت موتاً, وقد أَشَبَّ الرجل بنين، أي شَبَّ له بنون، فهو مُشِب, ويقال: شَبَّ الغلام يشب شَبَابًا، وَشَبَّت النار شَبًّا وشُبُوبًا, والشُّبُوب: ما